علي الرغم من سنوات عمله المتعددة في مجال بيع الانيتكات في الأسواق، إلا أن جمال مصطفى من محافظة القاهرة، تاجر عملات قديمة، لم ير طيله حياته عملة الخمسين قرش الورقية التي تحمل صورة أبو الهول من المنتصف، لا يعلم عنها شيئا سوى شكلها فقط، ولكن قصة اختفائها من الأسواق يعلمها بحكم عمله في هذا المجال
منذ عشرة أعوام كانت بداية معرفة «جمال» بهذا المجال الذي يعتبره أكثر الأمور المحببة لقلبه، على الرغم من عدم وجود مكان معين له يبيع فيه ما يشتريه من أنتكيات، إلا أنه يجد ضالته في التجول في الأسواق والذهاب بعيدا حيث تلك الأماكن التي تشتهر بتجارة الأنيتكات: «بروح كل الأسواق ومعايا البضاعة بفرش بيها على الأرض، وأشهر مكان ببيع فيه، هو سوق وسط البلد لأن فيه ناس بتقدر أهمية العملات دي، وبتدفع فلوس حلوة».
عملة الـ50 قرشا النادرة
منذ ما يزيد على 150 عاما صدرت أول عملة بنكوت مصرية، وكانت هي عملة الـ50 قرشا الورقية والتي تحمل صورة أبو الهول في المنتصف، ولم يطبع منها سوى 350 ألف ورقة فقط، وكانت على سبيل التجربة، بتوقيع السير فريدريك رولات، وتوقفت طباعتها بعد ذلك، وتغير شكل عملة الـ50 قرشا: «لو مع حد يبقى معاه كنز بوزن ريشة لكن بتمن ألماظ، لكن العملة دي أنا عمري في حياتي ما شوفتها بس عارف قيمتها كويس أوي، لأن سعرها بره بيعدي 130 ألف دولار، وهي من العملات اللي بيتم تقييمها بناء على ندرة وجودها».
يعلم «جمال» جيدا أنه لن يتمكن يوما من امتلاك تلك العملة ولكنه يطمح كثيرا في شراء عملات ويحتفظ بها حتى ترتفع قيمتها السعرية: «بشتري كل العملات، لكن بشرط تكون حالتها كويسة، علشان أقدر أسيبها عندي كتير وبعدها أخرجها وأقدر أبيعها بسعر عالي، لكن العملات المعدن دي ببيعها بالكيلو في وقتها علطول علشان يتعمل منها عملات جديدة».